الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث جاؤوا ببلال الموقوف في سجن المرناقية: إدارة المستشفى تقول ميّتا وإدارة السجن تقول حيا

نشر في  16 جويلية 2014  (11:51)

 انتهت حياة الشاب بلال الهويملي مرتين الأولى حين تم إيقافه على ذمة قضية ذهب مسروق تقول أوراق القضية المتعلقة به أنه اشتراه رغم علمه بفساد مصدره والمرة الثانية حين غيبه الموت إلى الأبد فجر يوم الثامن من جويلية، في سجن إيقافه بالمرناقية.
خبر وفاته هز عائلته وأصابها بالصدمة والذهول فإبنهم لم يشتك طيلة فترة إيقافه من أي مرض. وقد فاجأتهم زيارة أعوان الأمن صباح يوم الثلاثاء 8جويلية ليخبروا والدته أن إبنهم في حالة صحبة حرجة وبإمكانهم زيارته بمستشفى شارل نيكول. وعند تحولهم للمستشفى وقع إعلامهم أن إبنهم فارق الحياة قبل وصوله للمستشفى وتم إيداعه بغرفة الأموات.
صدمة  
تحدث إلينا والد الهالك بلال أحمد الهويملي الذي كان في وضعية نفسية صعبة وكشف لنا أن ابنه بلال يبلغ من العمر 24سنة كان قبل دخوله للسجن يعمل صانعا بإحدى محلات الصاغة.وقد فوجئت العائلة بخبر إيقافه في قضية شراء ذهب مسروق وذلك بتاريخ 10جوان 2013 مضيفا أن إبنه قضى سنة وما يقارب ال3ـشهر دون أن يعرض على القضاء.يقول «إبني لم يكن يشتكي يوما من أي مرض بل كان همه هو أن يمثل أمام القضاء حتى يتم الفصل في قضيته..مضى أكثر من عام وإبني يقبع وراء القضبان بدون محاكمة وكنت كلما زرته إلا وعبر لي عن خوفه أن يظل بدون محاكمة.لقد كان بلال محبا للحياة وواثقا من برائته ولم أكن أتصور يوما أن ابني لن يعود إلى البيت إلا جثة هامدة»...
تضارب في وثائق رسمية
ويمضي والد الهاك في سرد مأساة إبنه قائلا «زاره شقيقه أسبوعا قبل وفاته ولم يكن يشتك من أي مرض بالعكس فقد كان في صحة جيدة وطلب منه إبلاغ عائلته السلام وطمأنتهم على حالته الصحية .»لكن يوم الثلاثاء جاء إلى منزلنا أعوان أمن وأخبرونا أن بلال تم نقله إلى مستشفى شارل نيكول وأن وضعيته الصحية حرجة.» فهرعنا كلنا إلى المستشفى لكن خبر وفاته جعلنا نصاب بالصدمة والذهول فقد أخبرتنا إدارة المستشفى أن إبننا وصل إلى المستشفى مفارقا للحياة وتم إيداعه غرفة الأموات..وقد فوجئنا بتضارب بين الوثائق الإدارية فالمستشفى يذكر أنه توفي على الساعة السادسة و26دقيقة في حين ذكرت إدارة السجن أنه تم نقله إلى المستشفى في نفس التوقيت وكان في حالة إغماء..فمن نصدق ياترى خاصة أن إدارة السجن تؤكد أن إبننا تم نقله وهو بحالة إغماء في حين ترفض إدارة المستشفى ذلك وتؤكد أن بلال وصل إلى المستشفى ميتا,»
نريد الحقيقة لا نصفها
أكدت لنا عائلة الهالك بلال أنها مصرة على معرفة الأسباب الحقيقية لوفاة إبنهم وتشك في وفاة إبنهم بصفة طبيعية وعليه سيتقدمون بقضية في الغرض لدى السلط القضائية لمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاة إبنهم رغم أن التقريرالأولي  للطبيب الشرعي ينفي  تعرضه للتعذيب، في المقابل صرح لناوالده  أن التضارب في الشهادات جعل العائلة تشك في ظروف وملابسات وفاة إبنهم .
فهل تكشف التحقيقات الأسباب الحقيقية لوفاة بلال. خاصة وأن الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب قد تبنت القضية ومن المنتظر أن ترفع شكاية في الغرض؟

عبد اللطيف العبيدي